واشنطن بوست: أوكرانيا أكثر دولة ملوثة بالألغام وتطهيرها يحتاج لوقت وتكلفة باهظة

واشنطن بوست: أوكرانيا أكثر دولة ملوثة بالألغام وتطهيرها يحتاج لوقت وتكلفة باهظة

أصبحت أوكرانيا أكثر دولة ملوثة بالألغام في العالم، وتحتاج عملية تطهيرها إلى عقود طويلة من الزمن وتكاليف باهظة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

وأوضح التقرير أنه خلال سنة و6 أشهر منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير 2022، لوثت الألغام والذخائر والقنابل غير المنفجرة الكثير من الأراضي الأوكرانية، على مساحة تقدر بحجم فلوريدا أو أوروغواي تقريبا.

ولفت التقرير إلى أن الألغام والذخائر غير المنفجرة حولت الكثير من المناطق إلى "بقع خطيرة"، وهو ما يشكل كارثة طويلة الأمد على نطاق واسع، ويقول خبراء إن إزالتها قد تستغرق مئات السنين ومليارات الدولارات.

ويقول مدير برامج مجموعة الألغام الاستشارية (Mines Advisory Group)، غريغ كروثر، إن "الكمية الهائلة من الذخائر في أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في الثلاثين عاما الماضية ولا يوجد شيء مثل ذلك".

وشهدت نحو 30 في المئة من مساحة أوكرانيا، أي ما يعادل نحو 67 ألف ميل مربع (173 ألف كيلومتر مربع)، أعمالا عسكرية خلال الصراع، وتحتاج عمليات تطهيرها لوقت طويل وتعتبر مكلفة وخطيرة، وفقا لتقرير حديث لمؤسسة GLOBSEC.

وعلى الرغم من أن القتال المستمر يجعل عمليات المسح الدقيقة مستحيلة، فإن حجم وتركيز الألغام والذخائر غير المنفجرة يجعل تلوث أوكرانيا أكبر من تلوث البلدان الأخرى الملوثة بشدة مثل أفغانستان وسوريا، وفقا للصحيفة.

وتقول واشنطن بوست إن استخدام الذخائر العنقودية الآن قد يفاقم المشكلة ويزيد الخطر.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلا الجانبين الروسي والأوكراني يستخدم الألغام بكثافة واضحة، حيث قامت القوات الروسية بتلغيم خطوطها الأمامية بكثافة تحسبا للهجوم الأوكراني المضاد، واستخدمت على نطاق واسع الألغام المضادة للأفراد، كما استخدمت قوات كييف أيضا هذا النوع، بالإضافة لاستخدام الألغام المضادة للمركبات والدبابات.

وتسببت الألغام والذخائر غير المنفجرة في خسائر فادحة، وبين بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022 ويوليو 2023، سجلت الأمم المتحدة 298 قتيلا مدنيا بسبب مخلفات الحرب، بينهم 22 طفلا، بالإضافة إلى 632 إصابة بين المدنيين.

 الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.     

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية